ساحات الوطن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ساحات الوطن

منتدى ثقافى اجتماعى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرجل يحتاج فعلاً لحب رجل أخــر وليس هذا شذوذ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الغامدي
• مُتَقَدِّم
• مُتَقَدِّم
الغامدي


عدد الرسائل : 287
تاريخ التسجيل : 20/05/2008

الرجل يحتاج فعلاً لحب رجل أخــر وليس هذا شذوذ Empty
مُساهمةموضوع: الرجل يحتاج فعلاً لحب رجل أخــر وليس هذا شذوذ   الرجل يحتاج فعلاً لحب رجل أخــر وليس هذا شذوذ I_icon_minitimeالإثنين يونيو 30, 2008 9:30 pm

كتب الرومي:

لقد عزز نمط التربية الوراثي المتعاقب عليه عبر الأزمنــة تلك الأزمــات التي تنشأ في الغالب بين الأب والابن , الحقيقية أنه لا يمكن أن نصور تلك العواطف الجياشة التي يكتنزها الآباء تجاه أبناءهم إنها كبيرة وعظيمــة , ولكنها تبقى مسألة أن الرجل الشرقي بطبيعته يخبئ تلك العواطف حتى عن شريكـة حياته إلا فيما ندر من الرجـال وتبقى مسألة الصراع بين الآباء والأبناء مستمرة لا أعرف إلى متـى ولكنها حتماً ستستمر .

فهد أبن لأحد الآباء الذين يرون أن التعبير عن حبهم لإبنائهم جريمة وطعن في ظهر الرجـولة لقد تربى أبو فهد على هذا النمط من التفكـر لقد أستقاه من والده .

أشتد الصراع بينهمـا ففهد يرى يوم الغد ويخطط له والأب يرى اليوم فقط ويبذل له لا يهم أين منهما مصيب وأين منهمـا مخطئ الأهم أنهما في صراع دائم لعدم التقاء نقاط الأهداف فيما بينهمـا أن الصراع فيما بينهما والشد في الفكر لا ينفك يستجد من جديد .

لقد قرر فهد نتيجـةً لهذا المغادرة من هذا المنزل الذي بات يراه جحيماً لا يطاق , لقد كان فهد مخطئ أيضاً ولكن السـؤال أين الذي سوف يوجه فهد ليقول له أنك مخطئ وأن المسألة تكمن في أن صلابة المبادئ لا تتقابل مع مرونة ..؟
الواقع وبقليل من الجهد سوف تقنع والدك بوجه نظـرك لم يكن هناك أحد فصراعهما فيما بينهما لا يطلع عليه أحد من الخارج .

خرج فهد من المنزل على غير عوده , لقد رحل وسافر إلى خارج البلاد تغرب في أوربا وبداء في العمـل في المقاهي حتى تزوج بفتاةٍ أمريكيةٍ مسلمـة وتحصـل على الجنسية على أثـر ذلك بعد مرور خمس سنوات .

درس فهد وبات وشيكاً من تحقيق حلمـه وهو الحصول على شهادة الدكتوراه في الطب ( جراحـة مخ وأعصـاب ) لقد وفقه الله لسببٍ مـا .

وبقي الأب في بيته لا يبرحه لقد كان الناس يقولون له إن في عينيك سحنة حزنٍ عميقةُ فما بالك يا رجل فلا يرد عليهم إلا بتعب السنين , وحين يتم تذكيره بفهد يتنهد ويقول كأن لم يكن في الدنـيـا إلا أنه لم يدعي عليه قط أمـام النـاس ولا خلفهم .

وفي أحد الأيـام كان فهد يجلس وبجواره أحد أبناء بلده , بادر الأخيـر بالرغبة في الحديث وتردد لأكثر من مره فقال له فهد ما بالك يا رجل , فقال له صاحبه أحسن الله عزأكم في والدكم لقد علمت من فترةٍ قريبةٍ وإني ترددت في التعزية لأنني علمت أن والدكم توفي منذ شهـر فلم أرغب في أن أجدد عليكم الحزن .

صمت رهيب يخيم على المكـان توجه فهد من فوره للمنـزل وحدث زوجته بالأمر حزنت له ثم قدمت له اقتراح أن يغادرا إلى بلاده ليقف على قبروالده المتوفي ليقدم له الدعـاء , لم يكن فهد يكن لوالده كرهاً هي فقط صلابة مبادئ لم تقابلها مرونة واقع .

رد فهد على زوجتـه أن المسألة تكمن في أنني أستطيع أن أسامح والدي ولكن من يطلب لي منه السمـاح وهذا ما سوف يقتلني بقية حياتي .

قدمت الأمريكية مقترح قد يكون غبي بعض الشـيء إلا أنه في الثقافة الأمريكية يعتبـر عمل مميزاً ومرضي للذات , قالت له أكتـب رسالة لوالدك وضعها في غرفته التي توفي فيـهـا ومن ثم توجه لقبره لتدعو له بالرحمـة وسوف أرافقك في هذه الرحـلة .

توجه فهد وزوجتـه لبلده ومسقط رأسه وحين رأوه الناس بدأ الجمع يقدمون له العزاء توجه نحو منزلهم القديم .

وقف برهةً من الزمن أمام الباب , يتأمل طفولته التي قضاهـا وكان في يده الرسالة التي خطها بعناية فائقة بمساعدة زوجتـه .

بعد السـلام على أخوانه توجه لغرفـة والده فوضع الرسالة في ركن من أركان الغرفـة وفجأة سقطت ورقـه ملفوفة بعناية أيضاً في ذات المكـان الذي عزم على وضع رسالته فيه , فتحهـا فإذا فيها :

أبني فهد لا أعلم أن كانت هذه الرسالة سوف تصل ليديك وتستطيع قراءتها أم لا , ما يهم أنني أقدم لك يا بني عذري وصفحي عنك فقد قسوت عليك كثيراً ولم أتنبه لنفسي إلا بعد أن فترةٍ من الزمن حين أفتقدتك عيني , أبني أني أوصيك بتقوى الله في السـر والعلن , وأن تجعل الله دوماً معك أينما ذهبت لقد كنت أدعوا الله لك بالتوفيـق مذ غادرت منزلنا الذي أفتقدك فيه يا بني أهتم بإخوانك وعش بسـلام فقد سامحتك وصفحت عنك وإني لأرجو من الله أن يجمعني بك في مستقر رحمته في جنات النعيم ولتعلم أنك كنت في وجودك وحين غيابك قلبي النابض .



والدك الذي أشتــاق لك كثيراً وكان يتمنى أن يراك قبل أن تغمض عينيـه ويغيبه الموت عن الحياة



تنبه للتـاريخ فإذا هي مكتوبة من شهرين وحين سأل عن أحوال والده تبين أنه أصيب بورم خبيث في المخ منذ ثلاثة أشـهر وأعتزل النـاس من حينهـا ولم يبرح مصلاه ولم يتقبل أي علاج يذكر , فلقد كان يقول بل إلى ربٍ كريم , بل إلى ربٍ كريم .



كم هي علاقـة الأبناء بالآباء مشوشة خصوصاً في بلادنـا كم هم الأبناء الذي تشردوا نتيجة تلك المبادئ الصلبة التي يكنزها الآباء إنها لم تعد تقابل الواقع .

أن بر الآباء يأتي في مرحلتة الأولى من الآباء فعلينـا أن نكون مع الأبناء رحمـاء وعلينا أن نمتدح قدراتهم وإمكاناتهم وعلينـا أن نغدق عليهم بالحب فهم بحاجة له رغم أنهم رجال إلا أنهم أيضاً بحاجة لحب الآباء ومن قال أن الرجل لا يحتـاج الحب أن في دواخل كل رجل طفل صغـير يهفو للخروج للعب من جديد وينعم بالحب الأكيد .

أغدق على أبنك الحب ولا تسرف فيه فلا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ..
من كتاباتي في مدونتي الخاصة ...
الرومي.

الرجل يحتاج فعلاً لحب رجل أخــر وليس هذا شذوذ A3510

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرجل يحتاج فعلاً لحب رجل أخــر وليس هذا شذوذ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ساحات الوطن :: الساحات الادبية :: ساحة القصص والروايات-
انتقل الى: